ﺣﺪﻭﺗﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺳﺮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ
*********
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ، ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ
ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺐ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ .
ﻭﻓﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﺏ ، ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻭ ﺗﻤﺮﻳﻀﻪ .
ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺄﺧﺬ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ؛ ﻟﻴﺘﻔﺮﻍ
ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ ﻭﺗﻤﺮﻳﻀﻪ، ﺭﻓﺾ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ
ﺃﺧﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺃﺑﻴﻪ، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻻﺑﻦ
ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺃﺑﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ
ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ .
ﻭﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺭﺃﻯ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﺑﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺒﺄ ﻛﻨﺰًﺍ
ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺫﻫﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﺃﺑﻮﻩ ،
ﻓﻮﺟﺪ ﺻﻨﺪﻭﻗًﺎ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻣﻤﻠﻮﺀًﺍ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ، ﺃﺧﺬ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ،
ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ، ﻓﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :
ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﺼﻴﺒﻚ ﻓﻲ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺃﺑﻴﻚ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ !
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺭﺃﻯ ﺣﻠﻤًﺎ ﻣﻤﺎﺛﻼً ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺫﻫﺐ ﺑﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ، ﻓﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺰﻳﻨًﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺎﻡ ﺭﺃﻯ ﺃﺑﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ؛ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ
ﻭﺿﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭًﺍ ﻓﻲ ﺟﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻘﻠﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻯ ، ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :
ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ ؟! .. ﺧﺬﻩ ﺃﻧﺖ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ .
ﺫﻫﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻞ ، ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﺑﻞ ﺻﻴﺎﺩًﺍ
ﻋﺠﻮﺯًﺍ ﻳﻌﺮﺽ ﺳﻤﻜﺘﻴﻦ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ :
ﺑﻜﻢ ﺗﺒﻴﻊ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ : ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺳﻮﻯ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ .
ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ
ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻫﻤﺎ ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ .
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺷﻘﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻠﻤﻊ ، ﻓﻠﻤﺎ
ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ، ﻭﺟﺪﺕ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﻣﺪﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺑﻄﻦ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ، ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﺗﻨﺎﻗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ، ﻭﻛﺎﻓﺄ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ .
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ :
ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺍ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭﺻﺎﺩﻕ ﻣﻊ ﺍﺧﻮﺗﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ
ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞ ﻟَّﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟًﺎ ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻟَﺎ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ
ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪ
ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺳﺮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ
*********
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ، ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ
ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺐ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ .
ﻭﻓﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﺏ ، ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻭ ﺗﻤﺮﻳﻀﻪ .
ﻓﻄﻠﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺄﺧﺬ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ؛ ﻟﻴﺘﻔﺮﻍ
ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ ﻭﺗﻤﺮﻳﻀﻪ، ﺭﻓﺾ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ
ﺃﺧﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺃﺑﻴﻪ، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻻﺑﻦ
ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺃﺑﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ
ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ .
ﻭﻓﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺭﺃﻯ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﺑﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺒﺄ ﻛﻨﺰًﺍ
ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺫﻫﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺩﻩ ﺃﺑﻮﻩ ،
ﻓﻮﺟﺪ ﺻﻨﺪﻭﻗًﺎ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻣﻤﻠﻮﺀًﺍ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ، ﺃﺧﺬ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ،
ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ، ﻓﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :
ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﺼﻴﺒﻚ ﻓﻲ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺃﺑﻴﻚ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ !
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺭﺃﻯ ﺣﻠﻤًﺎ ﻣﻤﺎﺛﻼً ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺫﻫﺐ ﺑﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ، ﻓﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺰﻳﻨًﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺎﻡ ﺭﺃﻯ ﺃﺑﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ؛ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ
ﻭﺿﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭًﺍ ﻓﻲ ﺟﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻘﻠﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﺭﺃﻯ ، ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :
ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ ؟! .. ﺧﺬﻩ ﺃﻧﺖ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ .
ﺫﻫﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻞ ، ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﺑﻞ ﺻﻴﺎﺩًﺍ
ﻋﺠﻮﺯًﺍ ﻳﻌﺮﺽ ﺳﻤﻜﺘﻴﻦ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ :
ﺑﻜﻢ ﺗﺒﻴﻊ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ : ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺳﻮﻯ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ .
ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺴﻤﻜﺘﻴﻦ
ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺪﻫﻤﺎ ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ .
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺷﻘﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻠﻤﻊ ، ﻓﻠﻤﺎ
ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ، ﻭﺟﺪﺕ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﻣﺪﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺑﻄﻦ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ، ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ
ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﺗﻨﺎﻗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ، ﻭﻛﺎﻓﺄ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ .
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ :
ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺍ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭﺻﺎﺩﻕ ﻣﻊ ﺍﺧﻮﺗﻪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ
ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺠْﻌَﻞ ﻟَّﻪُ ﻣَﺨْﺮَﺟًﺎ ﻭَﻳَﺮْﺯُﻗْﻪُ ﻣِﻦْ ﺣَﻴْﺚُ ﻟَﺎ ﻳَﺤْﺘَﺴِﺐُ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَﻮَﻛَّﻞْ
ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻬُﻮَ ﺣَﺴْﺒُﻪ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق